دعاوى الأضرار البيئية المشوبة بعنصر أجنبي

الملخص

يعدّ تلوث البيئة من أكبر مشاكل العصر؛ لأنّ أكثر المجتمعات تعاني من هذه العلة التي أصابت البيئة، والتي أثرت بشكل مباشر على حياة الإنسان و الكائنات الأخرى، ويعد النفط ومشتقاته من أكبر أسباب التلوث البيئي في هذا العصر، فالبيئة بشكل عام تتشارك فيها كل الكائنات التي تتواجد على الأرض، وأي تلوث يصيبها في أية بقعة من الأرض يؤثر على بئية كل الكرة الأرضية بشكل عام.و من الناحية الجغرافية، ينقسم التلوث البيئي إلى نوعين وهما تلوث داخلي ، أي داخل إقليم الدولة، وفي حدودها الجغرافية، والتلوث الدولي أو العابر للحدود، و في كلتا الحالتين يمكن وجود العنصر الأجنبي، ففي الحالة الأولى يمكن أن يحدث التلوث عند قيام الشركات النفطية الأجنبية بعملياتها في إقليم الدولة، وتتلوث البيئة نتيجة لذلك، ويتضرر المواطنون من جراء ذلك، وترفع دعوى التعويض على الشركة الأجنبية،ويكون التلوث الداخلي مشوب بالعنصر الأجني. أو عند قيام إحدى الشركات النفطية الوطنية بعملياتها، ونتيجة لعملياتها تتلوث البيئة، ويعبر هذا التلوث حدود الدولة و تسبب أضرارا في دولة مجاورة، ويكون التلوث تلوثا دوليا. وحين يكون التلوث الحاصل، أحدى اطرافه أجنبيا، تختلف النزاع وﺁليات حلها عن كون النزاع وطنيا صرفا، أو اطرافا موطنوا نفس الدولة، لذا يتوجب التطرق إلى الأراء والحلول المقترحة في هذا المجال لإيجاد حل مناسب. لذلك تكمن أهمية الموضوع في بيان اختصاص المحكمة بالنظر في الدعوى، وتحديد القانون الواجب التطبيق على الدعوى؛ لبيان حق المتضرر، وتقدير التعويض أو ردّ الدعوى.