البراغماتية والدين

الملخص

إن الإيمان بالله يقوم جزئياً على الأدلة التي يقدمها لنا الآخرون، وجزئياً على الحجج الفلسفية التي تؤكد وجود كائن أسمى. والشهادة مصدر لا يقدر بثمن من مصادر الأدلة. ولولا شهادة الآخرين وميلنا إلى قبولها كمصدر للمعرفة، لكانت عملية التعلم قد تعطلت على نحو كان ليؤثر على سرعة التقدم البشري. فعندما نقرأ كتاباً، فإننا عادة ما نتعلم أشياء جديدة من خلال قبول شهادة المؤلف، ونحن نميل إلى قبول الشهادة كدليل فقط إذا وجدناها معقولة حدسياً، وإذا كان الشاهد موثوقاً به. ويشير الخطاب الإيماني إلى أن الرسل الدينيين، بحكم شخصيتهم الأخلاقية الممتازة، كانوا يتمتعون بامتياز الوصول إلى الحقيقة. وتزعم هذه المقالة أنه حتى لو قبلنا أنهم كانوا ممتازين أخلاقياً وصادقين تماماً في شهاداتهم، فإن هذا لا يعني أنهم عرفوا الحقيقة، أو أنهم نقلوا إلينا الحقيقة. قد يكون الأمر أنهم كانوا صادقين تمامًا في شهاداتهم، وأبلغونا بما يعتقدون أنه الحقيقة، وليس ما هي الحقيقة حقًا. في هذه المقالة، أهدف إلى دراسة القوة المعرفية للشهادة الدينية والإيمان التوحيدي في ضوء البراجماتية.