التجديد في علم أصول الفقه الشرح الجديد نموذجاً

الملخص

التجديد مصطلح إسلامي، وظاهرة إسلامية، جزء من ثقافةِ وتعليم الرسالة السماوية العالمية التي جاء بها النبـي ، وبهذا فلسفة تطويرية لضمان بقاء الحضارة الإنسانية، لأنها مستقاة من حديث: «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كلَ مأة سنة مَنْ يُجدّد لها أمر دينها». التجديد في علم أصول الفقه ليس لهُ حدّ معلوم أو مفهوم محدّد، بل يختلف باختلاف العصور وتصور الباحثين حوله بما يُناسب ثقافتهم بشرط أن لا يورث الخلل في ثوابت العقيدة والعبادات وما ورد من الكتاب والسنة من أحكام قطعية، بل يكون مداره هو إعمال العقل والفكر في مشكلا‌ت الحياة المعاصرة التي أوجدتها المتغيرات التي حدثت في المجتمع، لاسنتباط الأحكام المناسبة لها من أدلتها الشرعية. ويعدّ التجديد في أصول الفقه من الإشكلات، التي عرفها الفكر الإسلامي خلال الأوان الأخيرة، وذلك لخطورته من حيث ملامسته لأصول الخطاب الشرعي وأسسه العلمية، ولعدم وضوح الرؤية وبيان التصور في عملية التجديد في هذا المجال، وللقيمة العلمية لهذا العلم، الذي هو منطِق للشرع كلِّه. إنّ الحديث حول مصطلح التجديد في أصول الفقه ليس على طريقة واحدة، لأن الحديث عنه يأتي من جانبين مختلفين، نوع يأتي من خارج النسق الإسلامي، والآخر يأتي من داخل النسق الإسلامي، لذلك اختلف موقف العلماء تجاهه إلى ثلاثة مواقف، أحدها يريد نقض هذا العلم وقطع الروابط بين هذا العلم والنصوص الشرعية، ومن جهة أخرى قطع الصلة بين ثقافة سلف هذه الأمة وخلفها. وصنف آخر في مقابل هؤلاء ينكرون ويردون أيّ تجديد حفاظاً على الشريعة، ورداً لفعلهم. والصنف الثالث وهم الاصلاحيون، فإن عملهم وجهدهم هو الذي يطّلعنا على عقيدتهم وفكرتهم، وبالتالي موقع حالهم.