تسريع الزمن السردي في روايات سنان أنطون التلخيص والحذف

پوختە

يتناول هذا البحث موضوعًا هامًّا من موضوعات التقنيات السردية في النصّ الحكائي بشكل عام، والنصّ الروائي بشكل خاص، وهو موضوع تسريع الزمن الروائي وتقنيّاته المميّزة له عن طريق دراسة مستفيضة في نتاج الروائي العراقي سنان أنطون، الشاعر والروائي والأكاديمي العراقي، الذي صدر له ديوان شعر بعنوان (موشور مبلّل بالحروب)، وآخر بعنوان (ليل واحد في كلّ المدن)، وصدرت له أربع روايات وهي على التوالي: (إعجام، وحدها شجرة الرمّان، يا مريم والتي ترشّحت لجائزة البوكر العربية ووصلت للقائمة القصيرة سنة 2012م، فهرس). هناك عدّة أسباب لتسريع السرد، وهناك عدّة طرائق متداولة لأجل ذلك. فعادة ما يتمّ تجنّب النصوص الطويلة والمؤلّفة من الوصف بكلّ أحواله، عندما تجري وتيرة الأفعال لأداء حدث مهمّ، لذا يفضّل الكاتب تأجيل الوصف إلى محطّات أخرى: وصف المكان، الشخصية، الأشياء، المدن وشوارعها… إلخ، والتركيز على الأفعال المتضمّنة للحركة والتلاحق، وقد تكون التبطئة جزئية حتمية ما دام السرد غير قادر على تجاهلها، فلا يوجد سرد خالص لا تتخلّله وقفات وصفية، ولا يوجد سرد قائم – فقط – على الوصف، إذ يتقاسم كلّ منهما الظهور في النصّ وفق الحاجة، وحسب خبرة الكاتب في التعامل معهما على سواء. وعليه توزّع البحث على مبحثين، تسبقهما مقدّمة عن الحركات الرئيسة المتعلّقة بالزمن، والتركيز على تقنيّتين مختصّتين بتسريع السرد، ودورهما البارز في التغلّب على المشاكل التي قد يواجهها أيّ روائي في مسايرة الزمن الحقيقي للحكاية، واللتان ساهمتا في تشكيل بنية النصّ في الروايات المدروسة، وكشفتا عن تمكّن الروائي من عنصر الزمن، بعد أن تخلّص من شوائب الزمن الميّت في أحداث رواياته. والمبحث الأوّل من هذا البحث حمل عنوان "التلخيص"، وفيه درس الباحث هذه التقنية، مبيّنًا دورها في تسريع السرد في الروايات. أمّا المبحث الثاني فتناول الباحث فيه تقنية "الحذف"، محاولاً تسليط الضوء على أبرز مهامها ووظائفها، فضلًا عن دورها الهامّ في تسريع زمن السرد ليتأتّى للكاتب السيطرة على مجرى أحداث رواياته.