قراءة نقدية معاصرة في "الرحلة الثامنة" لجبرا إبراهيم جبرا في ضوء نظرية قلق التأثر

الملخص

       امتاز الناقد والإديب الموسوعي جبرا ابراهيم جيرا عن غيره من النقاد بانه جمع نقود الفنون والآداب في كتاب واحد موسوم (الرحلة الثامنة) وهو مؤلَّف جامع يتطرق بنقده الى فنون شتى أراد به جبرا ترقية النقد الفني –آنذاك- ليصل الى مستوى الإبداع الذي قطع شوطا من التجديد والتحديث على المستويات كلها وفي مختلف المجالات الفنية والأدبية، والكتاب بوصفه منجزا نقديا مميزا جلب معه إعجاب المبدعين والنقاد معا منذ أواخر ستينيات القرن الماضي وإلى يومنا هذا، وارتأينا أن تكون قراءتنا لهذه التحفة النقدية في ضوء نظرية قلق التاثر، فقلق التأثر ذا بعد فارماكوني ؛ لأنّه يدل على الداء والدواء في الوقت نفسه, فالخوف من السلف مرض, وعلاجه التفوق عليهم، لذا توسم بحثنا (قراءة نقدية معاصرة في "الرحلة الثامنة" لجبرا ابراهيم جبرا في ضوء نظرية قلق التأثر). يـمَّم هذا البحث مجال الدراسات النقدية بوصفها ميداناً خصباً في القراءات ونقد النقد ونمت في أكنافها هاجس القلق وطفت عليها بنيات التأثر ومن ثم كان الاستهداء بنظرية قلق التأثر  ومنطلقاتها الرئيسة في طروحات هارولد بلوم  إطاراً منهجياً  لهذه الورقة البحثية لمعالجة القراءات النقدية في كتاب الرحلة الثامنة  وإظهار  كفاءتها التطبيقية في مجالات أخرى غير الشعر  ولاسيما فضاءات الفنون المختلفة. إذ يربط جبرا حركة التجديد في الشعر بتحولات الفن في العراق علاوة على أثر مفردات الحداثة كالتلفاز والراديو والسينما وحتى الفعل السياسي، محاولا توصيف العثرات النقدية ولاسيما فيما يخص الأشكال الشعرية الحديثة؛ متسلحا بمعرفته التي اكتسبها من الثقافة واللغة الإنجليزيتين، لإيجاد مرجعيات للتحول وتوفير أدوات جديدة للآداب والفنون العربية، لافتقار العصر إلى الأدوات الكافية لفهم التجديد والتحول.