گوتاری فێمینیست و پرسی دایکایەتی لێکۆڵینەوەی شیکاری تیۆری

پوختە

تقوم الدراسة بمناقشة قضية الأمومة في الخطاب النسوي وخطاب الموجات النسوية الثلاث التي ترى أنّ الأمومة من أبرز عوامل اضطهاد المرأة وتشبّهها بالعبودية التي تختزل وجودها وكيانها في الإنجاب وتربية الأطفال. طرحت الموجة النسوية الأولى فكرة إنكار الأمومة أو التخلي عنها كحلّ بديل للاضطهاد الذي تعانيه والذي تَسلِبُها حرية العمل وتحقيق الذات. أمّا الموجة الثانية فقد طالبت بحق الإجهاض كبديل للأمومة التي تَعُدّها معوقاً لتحقيق ذاتها وممارسة حريّاتها الوظيفية والاجتماعية. وجاءت الموجة الراديكالية لتطرح حلاً أكثر جرأة وهو حقّها في اختيار الأمومة إذا مارغِبَتْ في ذلك، إلّا أنّ العلاقة الاجتماعية للأمومة من شأنها أن تسلبها إرادتها وحريتها، لذا فمن الأفضل أن تلجأ إلى التكنولوجيا كي تصبح أمّاً؛ وذلك عن طريق مايسمّى بالتلقيح الاصطناعي، وهكذا تكون قد أصبحت أمّاً من غير علاقة زوجية تُقَيّد حريّتها وطموحاتها الاجتماعية والمهنية. تهدف الدراسة إلى التعرُّف على مواقف الموجات النّسوية من قضية الأمومة، ومن ثمّ معرفة مدى تأثيرها على المرأة الكوردية. إذ لعبت آيديولوجيا الحركة النسوية دوراً كبيراً في تغيير الوعي الاجتماعي للنساء في مختلف أنحاء العالم، والمرأة الكوردية كان لها نصيبٌ من تطوّر الوعي الاجتماعي الذي غيّر رؤيتها إلى الأمومة وأصبحت تنظر إليها كمشكلة بحاجة إلى حلول منطقية وعملية. وقد أصبحت الأمومة في المجتمع الكوردي الحديث من المشكلات التي تعيق تطوّر المرأة العاملة وزادت من أعبائها الحياتية والاجتماعية والنفسية. وتشير نتائج الدراسة إلى أنّ تأثيرات البدائل التي طرحتها الحركات النسوية تباينَت بحسب الظروف الاجتماعية من جهة, ومدى قُدرة المرأة الكوردية على اختيار تلك البدائل والحلول من جهة أخرى، ولاسيّما أنّ بعض ماطرحتْهُ الحركات النّسوية كان يتعارض تماماً مع الموروث الديني والقيمي في المجتمع الكوردي، وهذا مادفعها إلى اختيار البدائل الأكثر تماشياً مع القيم والأعراف الاجتماعية كتحديد النسل وتنظيمه، والإجهاض سراً في أحيان أخرى، أو عدم القدرة على اختيار أيّ من البدائل لأسباب ودوافع بعضها ديني وبعضها الآخر اجتماعي ونفسي، إذ إنّ الأمومة ـ وعلى الرّغم من صعوبتها كدور جندريّ ـ لاتزال قيمة عُليا في المجتمع الكوردي وبغضّ النظر عن المعاناة التي تشهدها المرأة الأمّ، لازال المجتمع يُقَدّر مكانة الأمّ ويُصنّفها ضمن المراتب الاجتماعية العُليا.